يُقدّم الجرجير العديد من الفوائد الصحيَّة لجسم الإنسان، وفيما يأتي نذكر أبرزها:
محتواه من العناصر الغذائية
العناصر المهمّة لبناء العظام وتعزيز صحّتها: ومنها فيتامين ك، والذي يساهمُ -إلى جانب فيتامين د- في تنظيم إنتاج الخلايا النّاقضة للعظم (بالإنجليزيّة: Osteoclast)، وقد يكون ذلك مرتبطاً ببروتين الأوستيوكالسين (بالإنجليزيّة: Osteocalcin) الذي يُصنّع في الخلية بانية العظم (بالإنجليزية: Osteoblast)، وقد نشرتْ مجلّة المجلة الأمريكية للتغذية السريرية (بالإنجليزية: American Journal of Clinical Nutrition) نتائجَ مماثلةً وِفقاً لدراسةٍ أُجريَتْ عام 2003،[١] وعلاوةً على ذلك فإنَّ فيتامين ك له دورٌ مهمٌّ في الحدِّ من التدهور التدريجيِّ للمسارات العصبيَّة النّاتج عن التقدُّم في العمر، كما أنَّ الجرجير يحتوي على الكالسيوم، والمنغنيز، والمغنيسيوم، وفيتامين ج، بالإضافة إلى حمض الفوليك (بالإنجليزيّة: Folic acid)، وهي عناصر غذائيّة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بتكوين العظام، وتقويتها، ومن الجدير بالذِّكر أنّ الجرجير يُعدّ مصدراً غنيّاً بهذه المُغذيّات، إلى جانب أنَّه يُقدِّم مستوياتٍ مُنخفضةٍ من الأكسالات (بالإنجليزيّة: Oxalate) التي تحدُّ من التوافر الحيويِّ لعنصر الكالسيوم، الأمر الذي يجعلُ منه غذاءً صحيّاً للمصابين بهشاشة العظام (بالإنجليزيّة: Osteoporosis).[٢][٣]
العناصر الغذائية المفيدة للمناعة: يحتوي الجرجير على فيتامين ج بنسبةٍ كبيرةٍ، ممّا يجعلُه خياراً مُناسباً لتعزيز مناعة الجسم، وحمايته من الجذور الحرَّة التي تُسبِّبُ الالتهابات والعديد من المشاكل الصحيَّةٍ الأخرى، وإضافةً إلى ذلك فإنَّه يحتوي أيضاً على عنصر النُّحاس الذي يُساعد على تكوين خلايا الدَّم البيضاء، والتي تُعزِّز بدورها جهاز المناعة في الجسم.[٢]
العناصر الغذائية المفيدة لضغط الدم وصحة القلب: حيث يتميّز الجرجير بكونه مصدراً لبعض المعادن التي تُساعد على تعزيز مستوى ضغط الدّم الصحيّ في الجسم، وهي؛ البوتاسيوم، والكالسيوم، والمغنيسيوم، وذلك عبرَ مساعدة الأوعية الدمويّة على الاسترخاء.[٤] وبالإضافة إلى ذلك فإنّ الجرجير يحتوي على عناصر غذائيّة ضروريَّة للحدِّ من خطر الإصابة بالأمراض القلبيّة الوعائيّة (بالإنجليزيّة: Cardiovascular disease) بشكلٍ عام، ومنها؛ فيتامين ج، وفيتامين ك، بالإضافة إلى الفولات، ومن ناحيةٍ أخرى فإنَّ فيتامين ك يُساهم في تعزيز صحَّة القلب والأوعية الدمويّة عبرَ دفع عنصر الكالسيوم إلى العظام بدلاً من الشرايين، وعلاوةً على ذلك فإنَّ تزويد الجسم بالفولات يحمي من ارتفاع نسبة الحمض الأمينيِّ هوموسيستئين (بالإنجليزيّة: Homocysteine)، والذي بدوره يرفع خطر الإصابة بأمراض القلب.[٤][٥]
الفولات: والذي تحتاجه المرأة خلال فترة الحمل؛ ويمكن أن يُساهم في الحدِّ من خطر إصابة الجنين بعيوب الأنبوب العصبيّ (بالإنجليزيّة: Neural tube defects).[٦]
الكاروتينات: (بالإنجليزيّة: Carotenoids)؛ والتي تُساعد على تحسين الرؤية، وتعزيز صحّة العين، كما أنَّها تحدُّ من خطر الإصابة بالتنكّس البقعيّ (بالإنجليزيّة: Macular degeneration) المرتبط بالتقدّم بالسنّ، والذي يُعدّ السبب الرئيسيّ لفقدان البصر عند كبار السنّ، وقد أشارتْ وكالة المعاهد الصحيّة الوطنيّة الأمريكيّة (بالإنجليزيّة: National Institutes of Health)، والمعروفة اختصاراً (NIH)؛ إلى أنَّ الأشخاص المُصابين بالتنكُّس البقعيِّ والذين استهلكوا مُكمّلات بعض أنواع الكاروتينات، وهي؛ اللوتين (بالإنجليزيّة: Lutein)، والزيازانثين (بالإنجليزيّة: Zeaxanthin)، كانوا أقلّ عرضةً للإصابة بالتنكّس البقعيّ المُتقدّم، وعلاوةً على ذلك فإنَّ الجرجير يُزوِّد الجسم بنوعٍ آخر من الكاروتينات، وهو بيتا كاروتين (بالإنجليزيّة: Beta-carotene)، والذي يُحوِّله الجسم إلى فيتامين أ الضروريّ للرؤية في الضوء الخافت.[٢][٤]
مضادات الأكسدة: والتي تُساهم في تعزيز جهاز المناعة في الجسم عبرَ التخلُّص من الجذور الحرَّة (بالإنجليزيّة: Free radicals) المُسبِّبة للأمراض، إضافةً إلى أنَّها تُحافظ على توازن تفاعلات الإنزيمات في الخلايا، وتجدر الإشارة إلى أنَّ الجرجير يرفع من قدرة امتصاص الأكسجين الجذريّة (بالإنجليزيّة: Oxygen radical absorbance capacity)، أو ما يُعرَف اختصاراً بـ (ORAC)، والذي يُعدّ مُؤشِّراً على قدرة مضادّات الأكسدة.[٢] وتجدر الإشارة إلى أنّ الجرجير الجرجير يحتوي على نوعٍ من مُضادّات الأكسدة يُعرَف بحمض ألفا- ليبويك (بالإنجليزيّة: Alpha lipoic acid)؛ الذي يمتلك دوراً في خفْض مُستويات الجلوكوز، والحدِّ من التأثيرات المُحفِّزة للإجهاد التأكسديّ لدى مرضى السكريّ، بالإضافة إلى زيادة حساسيّة الإنسولين (بالإنجليزيّة: Insulin sensitivity)، وعلاوةً على ذلك فإنَّه يحدُّ من تلف الأعصاب الذاتيّة، والمحيطيّة لمرضى السكريّ، وعلى الرّغم من ذلك فإنّ معظم الدّراسات استخدمَتْ حمض ألفا- ليبويك عن طريق الوريد، ممّا يتطلَّبُ المزيد من الأبحاث للتحقُّق من نتائج استهلاكه عبر الفم.[٧]
الألياف: والتي تُساعد على عمليَّة الهضم، بالإضافة إلى أنَّها تمنع الإصابة بالإمساك، ومن ناحيةٍ أخرى فإنَّ النظام الغذائيّ الغنيّ بالألياف يمكن أن يحدَّ من خطر الإصابة ببعض أمراض الجهاز الهضميّ، مثل: التهاب الرتوج (بالإنجليزيّة: Diverticulitis)، والتهاب القولون التقرحيّ (بالإنجليزيّة: Ulcerative colitis)، إضافةً إلى سرطان القولون.[٦]
النترات: حيث إنَّ الجرجير يُعدّ من أكثر المصادر الغنيّة بالنترات الغذائيّة (بالإنجليزية: Dietary nitrate)، ويعتقد بعض الباحثين أنّ هذا المُركّب يمكن أن يُحسِّن جودة الحياة لدى الأشخاص المصابين بأمراضٍ تنفُّسيَّة، أو أمراض القلب والأوعية الدمويّة، أو بعض الأمراض الأيضيّة التي تجعل النشاطات الجسديّة اليوميّة صعبة، وعلى الرُّغم من عدم وجود أبحاثٍ تؤكِّد فوائد الجرجير في هذا المجال، إلّا أنّ دراسة نُشرت عام 2011 في مجلة علم وظائف الأعضاء (بالإنجليزيّة: Journal of Applied Physiology) أُجرِيت باستخدام عصير الشمندر (بالإنجليزيّة: Beetroot juice) الغنيِّ بالنترات الغذائيّة كالجرجير، وكشفَتْ أنّه قد حسّن أداء الرياضيين الذين يمارسون رياضة قيادة الدراجات الهوائية.